Canalblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

amchum

14 mars 2007

Publicité
Publicité
28 février 2007

Le matin beau est sorti de la maison qui oriente

Le matin beau est sorti de la maison qui oriente et dans le chemin a rencontré un vieil homme à la chasse scolaire que certain homme était, en étant debout dans la fin de rue (éraqb) quelle cause et si voit dans le vieil homme. Et un début s'est passé vers moi visage eu pas étrange exemple (éra) par dans les allées de ville et a tiré une lampe de portefeuille et l'a accordé anciennement et a dit (abri): (hafdhee) (àleeh), (wàndma) s'est rendu compte du poussin. Passé en contrebande et a été caché de lui jusqu'à ce qu'aucun recomptage ne prenne la lampe et soutenu et quand va biographique à l'école.
Et dans la maison n'ayez pas dit on (bmajra) avait caché la lampe dans la pièce, jusqu'à était et on ne voit pas asseyez-vous avec aux pieds plats a commencé sur une chaise il a rempli la poussière et a fait du mal. (weeqoul): (fourmi) enlève la dame du maître d'hôtel et de lui dans une chose étrange (atlbee) ce qui est voulu? s'est émerveillé et a dit: peut faire à lui intelligent? et a fait du mal dans un toucher de main et dit des mots. Se rendu compte jusqu'à a senti dans la sensation étrange dirige une enquête tout cela qui, (lkn) (atmnah) entendez une voix soudainement étrange et a fait du mal je, (asteeqdh) et a réalisé un rêve, mais. Le deux homme du jaspe étrange voit cela voit lequel dans mon rêve à l'école était dans le chemin et a disparu et a continué soudainement entre les rues biographiques.

19 février 2007

بندونش اتشاك نتاث أدونيمارا أنرفاع بندو أناخ

بندو
نش اتشاك نتاث أدوني
مارا أنرفاع بندو أناخ أديري
أديري سمغناس وخا رقانت ثزكي
تفكان غرزات مرمي غتري
نها إدغثدور تسغات إودان زمرمي
إمارا إمسرمن دوحذجن ترلي
نش أنصبار أنعيش غكفري
سسمت دثري وخا إنغانخ أرجي
ندرانخ نش ديناخ رعمار وردج ويشي
رغيخ إجرغي ستمج أسيمي
منمد أييثما شفيوم زومسبذي
ورذج إميخزار ،ورذج ويسري
ندهنثن غثدجست شوقن دثمسي
أودان سغمبوب اتاغن أيما غثيي
أرمني أودان غاقن أريري
اتراغن أيما اينو غثيي
يماثنخ تندر ورذج ويني

منيا وتقبر أربي
أنتومنيعذون زمرمي
أنفكار غرزات منديني
وخا زوات وخا إررن ديني
نش سزرمذ دفسي
خما أنرفاع بندو أناخ أسنيني
ثدار ثدار أتكعاد دثري
ثدار ثدار أتكعاد دثري
محمد موحيا     أولى باك أداب ٤

24 janvier 2007

13 janvier 2007

Publicité
Publicité
5 janvier 2007

5 janvier 2007

5 janvier 2007

16 décembre 2006

ملاحظات على تقرير 50 سنة للتنمية البشرية بالمغرب

ملاحظات على تقرير 50 سنة للتنمية البشرية بالمغرب وآفاق 2025

عرفت الآونة الأخيرة صدور تقريرين حيويين لمستقبل المغرب على المدى القريب والبعيد، يتعلق الأول بتقرير هيئة الإنصاف والمصالحة، والثاني بتقرير خمسين سنة من التنمية البشرية بالمغرب وآفاق 2025. فما يمكن أن يسجله المرء في الوهلة الأولى وبكل ارتياح، هو النقاش العام من قبل جميع مكونات المجتمع المغربي الذي فتح حول هذين التقريرين، وهذا في حد ذاته يعتبر مسألة إيجابية لا يمكن الاستهانة بها، بالنظر للمواضيع والقضايا المطروحة، التي يتم التداول فيها وتبادل الآراء حولها، والتكامل في الأفكار والمشاركة الجماعية البناءة بالاختلاف في التحاليل والتقييمات (والاختلاف رحمة)، فالمرحلة حاسمة إما سنرهن مستقبل المغرب للوراء وبالتالي التراجع، أو سنفتح له آمال التفوق والتقدم والسير على طريق التنمية المستديمة. سوف نكتفي في هذا المقال بإبراز وتسجيل بعض الملاحظات العامة البناءة حول تقرير التنمية البشرية الذي انخرط في إعداده ما يفوق مائة من الكفاءات الجامعية والإدارية وفعاليات المجتمع المدني موزعين حسب هيكلة مضبوطة، بقيادة عبد العزيز مزيان بلفقيه، تضم للجنة المديرية، اللجنة العلمية، مجموعات العمل الموضوعاتية، وفريقا للتحرير. أولا وقبل كل شيء يجب أن لا يغيب عن الأذهان، أن طلب إعداد هذا التقرير/المشروع الذي يتخذ التنمية البشرية كمحور أساسي خلال الخمسين سنة الماضية بالمغرب واستشراف آفاقها على مدى العشرين سنة المقبلة، نابع من إرادة سياسية لأعلى سلطة في البلاد الملك محمد السادس، وكان ذلك منذ 3 سنوات في خطاب له بمناسبة ذكرى 20 غشت 2003، ثورة الملك والشعب لانطلاقة هذا المشروع الجماعي للدراسة. ثانيا كل قارئ للتقرير لابد أن يلاحظ بشكل جلي، المنهجية العلمية المتبعة التي تحكمت في الفريق المكلف بإعداده، وسيلمس الموضوعية والاستقلال العلمي والحياد المعرفي في التحليلات والتقييم لمسار التنمية بالمغرب وآفاقها، ويظهر من خلال التقرير، ولأول مرة في تاريخ المغرب الجرأة والشجاعة في توجيه النقد للحظات التي أخطا المغرب فيها وعرف التعثر وللفترات التي حقق فيها النجاح والتقدم، لأجل استخلاص الدروس والعبر. ثالثا أن القبول بنشر التقرير والاقتناع المبدئي بجعله مادة للنقاش العمومي يشرك الجميع، يعتبر سابقة وقفزة نوعية في الإشراك والمشاركة لكافة فعاليات المجتمع المغربي، لذلك أكد التقرير أن دوافع هذا النقاش ترتكز على ثلاثة أسباب، أولها أن مصير بلادنا يوجد بين أيدينا، والنقاش العمومي لا يقدر بثمن وأخيرا الممارسة الديمقراطية الموطدة هي وحدها التي يمكن أن توجه بلادنا نحو السير الثابت على طريق النجاح. رابعا إن المتمعن للفريق المساهم في إعداد التقرير سيجد كفاءات جامعية وطاقات إدارية وفعاليات من المجتمع المدني من الوزن الكبير في ميادينها والعيار الثقيل في مجال البحث العلمي والمعرفي ونذكر على سبيل المثال محمد الطوزي، عمر اعزيمان، أحمد التوفيق، محمد كسوس، إدريس بنهيمة، عبدالعظيم الحافي، رحمة بورقية، حفيظ بوطالب، محمد الصغير جنجار، عبد الحي المودن، محمد برقاوي، أحمد حرزني، وجيه المعزوزي، رشيد بلمختار، محمد بردوزي، نورالدين العوفي وسلمى الزرهوني... فعملية إشراك الدولة وإتاحة الفرصة لعدد كبير من النخب المغربية في إعداد تقرير التنمية البشرية دليل قاطع لإعادة الاعتبار للجانب المعرفي والثقافي والعلوم الإنسانية، وفسح المجال للنخب لتضطلع بأدوارها الأساسية في تحديد الاختيارات المناسبة وإحداث التغيرات المجتمعية المطلوبة. خامسا لقد جاء تقرير التنمية البشرية منسجما مع تطور مفهوم التنمية البشرية سنة 1990 المتبنى من برنامج الأمم المتحدة للإنماء، بحيث أصبح فيه الإنسان هو صانع التنمية وهدفها، وبالتالي يقوم هذا المفهوم على " إن البشر هم الثروة الحقيقة للأمم، وأن التنمية البشرية هي عملية توسيع خيارات البشر"، فالتنمية البشرية في حقيقة الأمر لا تقف عند تكوين القدرات والمدارك البشرية، وتحسين الصحة وتطوير المعرفة وضمان التربية والتعليم الجيد وتوفير السكن الكريم بل تتعدى وتمتد إلى أبعد من ذلك، فمن الواجب تهييئ الشروط الملاءمة للمشاركة الفعلية والفاعلة في الأنشطة الاقتصادية السياسية الثقافية والاجتماعية كما يلزم توفير الظروف المناسبة للإنسان لقضاء وقت الفراغ لاسترجاع قوته وحيويته واحترام حق الذات، وحقوق الإنسان، لأن التنمية الشاملة والمتكاملة تنبني أولا وأخيرا على التنمية البشرية. سادسا لقد صنفت الأمم المتحدة العالم حسب مقاييس يمكن إجمالها في أربع حالات: عالم متقدم اقتصاديا وبشريا، عالم متقدم بشريا ومتخلف اقتصاديا، عالم متقدم بشريا وفي طريق التقدم الاقتصادي، عالم متخلف اقتصاديا وبشريا، ولقد أكد تقرير التنمية البشرية الخمسيني للمغرب على أن إرساء مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة أضحى اليوم ضرورة قصوى في إطار المنافسة الدولية والانفتاح الاقتصادي وعولمة التبادلات، ونادى التقرير بتدارك القصور الدال في مجال إنتاج المعرفة وولوجها ونشرها في كل أشكالها انطلاقا من التربية والتكوين ومحو الأمية إلى الإنتاج الثقافي ونشر المعارف الضمنية والبحث العلمي والابتكار، وأقر بشكل واضح على أن الاقتصاد المغربي حقق على مدى خمسة عقود الفارطة نتائج باهتة، أما فيما يخص بعض الجوانب كان التقدم ملحوظا، حيث تم بناء أسس اقتصاد عصري في إطار تحكم تدريجي في التوازنات الماكرو_الاقتصادية والتضخم وفي المقابل، فإن تواضع مستوى النمو وعدم استقراره أعاق بشكل كبير التنمية البشرية بالبلاد.

12 décembre 2006

أعتقد أن التحولات العالمية التي جرت منذ بداية

أعتقد أن التحولات العالمية التي جرت منذ بداية التسعينات بانهيار المنظومة الاشتراكية ومن ثمَّ الهجوم الرأسمالي الشامل على العالم الذي نلمس بعضاً منه اليوم يفرض العودة إلى الماركسية، لأن انهيار المنظومة الاشتراكية لم يفعل سوى أنه فتح الأفق لهيمنة رأسمالية متوحشة ولحرب ضروس على العالم تقوم بها الولايات المتحدة منذ 1990 حتى اليوم، ولهذا أعتقد أن إعادة وضع الصراع مع النمط الرأسمالي على قدميه يفرض أن نعود إلى الماركسية لكي نبدأ من جديد عملية صراع طويلة سنخوضها حتماً ضد الرأسمالية، سواء في بلداننا أو مع الرأسمالية المتوحشة التي تزحف علينا من الخارج. فإذا سأبدأ من موضوع ما هي الماركسية؟
ربما يكون السؤال مفاجئاً أو حتى نافلاً، لأن اعتقاداً ساد بأننا نعرف ما هي الماركسية، حيث كانت رائجة وكانت «أفكارها» منتشرة كما الهواء، وبالتالي واضحة بسيطة وسهلة، وليست بحاجة إلى قراءة أو دراسة أو بحث لأنها من العاديات. وبالتالي يكون السؤال ما الماركسية نافلاً بما أنها بسيطة وسهلة وواضحة... ولكن انهيار المنظومة الاشتراكية شكك بهذه المسألة وقلب التفكير باتجاهات أخرى، ولهذا سأبدأ بمناقشة هذه المسألة. فلاشك بأن (ماركسية) كانت منتشرة وكانت ككل الوعي العمومي متداولة شفاهة في الغالب، ومعممة عبر أجهزة إعلامية هي في الغالب سوفيتية، وبالتالي كانت تتطابق وما هو محقق في الاتحاد السوفيتي. هذه الماركسية هي التي نعرف ونعتبرها الماركسية، والتي كانت تجعل السؤال عن ما هي الماركسية نافلاً وغير ذي معنى، لهذا كان نادراً ما يشار إلى ماركس أنجلس لينين، أو تعتبر العودة إليهم ضرورية.
وأنا هنا أتحدث على المستوى، العمومي، على المستوى الذي كان يشكل بيئة للحركة الشيوعية، ويؤسس لاستقطاب أنصار وأعضاء، ولكن كان يؤسس لوعي ومعرفة (بالماركسية) أيضاً، لهذا لم يكن السؤال ما هي الماركسية مطروحاً بل كان موضع سخرية، لأنه سؤال عما هو واضح. هذا الأمر يفرض علينا أن نشير إلى طبيعة الوعي الماركسي ذاته لكي نستطيع الإجابة على هذا السؤال.
سنلمس أولاً، أن الماركسية السوفيتية هي الماركسية التي راجت وبالتالي فنحن إزاء صيغة للماركسية تبلورت في الاتحاد السوفيتي، على ضوء تشكل النظام الإشتراكي وبدء تبلور البيروقراطية، أي في السنوات ما بعد سنة 1935(1) مما جعلها تطابق وعي هذه الفئة المسيطرة. وهذه مسألة هامة أعتقد أنها مدخل فهمنا للماركسية التي كانت غائبة وأصبحت الآن مجال نقد أو نقض.
فنحن هنا نلمس تحول الماركسية إلى أيديولوجية معبرة عن مصالح محددة لفئة باتت هي السلطة الحاكمة في الاتحاد السوفييتي، بغض النظر عن تقييمنا لطبيعتها. وبالتالي فهذه الأيديولوجية مؤسِّسة للضباب الضروري لإخفاء مصالح الفئة أو بتحويل هذه المصالح إلى مصالح عامة. وهذا يفرض علينا دراسة هذه الماركسية بدقة شديدة، لأنها ستحمل بعض ما في الماركسية، ولكنه سيوظف باتجاه يخدم فئة معينة. وبالتالي فنحن إزاء اختلاط بنية فكرية تبلورت في حضن الرأسمالية الناشئة مع ماركس وأنجلز، بالارتباط بميراث فكري عظيم عريق هو ما أسمي: مصادر الماركسية، اختلاطها بتكوين فكري وبمصالح، هي التكوين الذي ساد الاتحاد السوفييتي ما قبل الاشتراكية، وهي مصالح تلك الفئات التي أصبحت في السلطة. وهذا في جذر تشكل الماركسية السوفيتية، خصوصاً وأن البيروقراطية المتشكلة هي في الغالب نتاج البيئة الريفية السابقة لنشوء الاشتراكية، أي هي من منتوج الفئات الفلاحية التي أصبحت جزءاً من تكوين الحزب والسلطة (وكذلك تكوين الطبقة العاملة حديثة التشكيل)، والتي اقتحمت الحزب في الغالب من أجل تحقيق مصالح هي خاصة أكثر مما هي مرتبطة بالاشتراكية بالمعنى الذي طرحته الماركسية. والستالينية هي التلخيص والتكثيف لهذه الظاهرة. وهو تكثيف وتلخيص لطبيعة الماركسية المتشكلة وباتخاذها صيغة محددة تتفق مع الماركسية الأصلية وتختلف معها في آن. وربما كانت قد نزعت روحها وأبقت شكلها فقط، وأنها فكفكت مفاهيم الماركسية ووضعتها في سياقات آخرى، أو في بنى مغلقة جامدة، أو في تركيب ميكانيكي. وبالتالي فإن الاشتراكية قدمت صيغة للماركسية هي تلك التي تسود في الاتحاد السوفيتي. بمعنى أنها منظومة المفاهيم التي بدأت تتبلور من قبل الفئات التي أصبحت هي السلطة والتي باتت تصيغ الماركسية في أيديولوجيا معبرة عن مصالح هذه الفئات. رغم أن الماركسية لم تدعِ بلورة تصورٍ متكامل. أعطت هذه الماركسية التاريخ صيغة ستاتيكية كانت لازالت محل نقاش في الماركسية وأقصد هنا نظرية المراحل الخمس للتطور البشري. كما أعطت الواقع صيغة محدّدة مسبقاً، ورسمت المستقيل في «مثال»، لم يكن سوى الواقع المشوّه ذاته.
في هذه الماركسية سنلمس المنطق النصي وهو (الروح) التي حلت محل الروح الماركسية. حيث سنلمس عودة إلى اللحظة السابقة لهيجل، إلى منطق أرسطو إذا حاولنا الحديث عن مستوى عقلي، وإلى المنطق الديني إذا تعاملنا مع المستوى العامي. بمعنى أن هذه الفئات صاغت الماركسية أو بعض مفاهيمها انطلاقاً من مصالحها، في بنية أيديولوجية مغلقة تحولت إلى نص مقدس يجب أن يصبح هو مقياس الواقع، وهو المحدد لصيرورته. وهنا نكون قد عدنا إلى أن الفكرة هي محددة الواقع. ولهذا أصبحت الماركسية هي تطبيق للواقع على النظرية بدلاً من أن تكون النظرية مدخلاً لفهم الواقع وتحليله وفهم آليات تطوره وصيرورته. وهنا يمكن الإشارة إلى مستويين، مستوى يتعلق بالمحاكمة الذهنية عبر الشكل حيث تستمر المحاكمة القائمة على (المانوية) الثنائية (خير شر)، ومستوى تحويل نص محدد، وهو هنا غير محدد تماماً لأنه لم يلخص في كتاب، إلى نص مقدس وبالتالي اعتبار إنه مقياس يقاس الواقع به. وبهذا تحدد التاريخ مسبقاً وكذلك المستقبل، وأصبح البحث في الواقع نافلاً لأن كل هذه المسائل باتت موجودة مسبقاً في كتاب أو مجموعة كتب يمكن أن تحفظ أو تدرس، وتُنقل شفاهة.
هذه الماركسية هي الماركسية التي وصلتنا في الغالب. وبالتالي كانت تجيب على كل شيء، وتحلل كل شيء حتى قبل أن يقع. ومن هذا المنطلق يصبح السؤال ما هي الماركسية نافلاً، لأنها تعتبر أنها كلها إجابة عن الماركسية.
لكن الماركسية في العالم كانت تعاني من مشكلة تحديد ذاتيتها قبل ذلك، وربما كانت هذه المسألة قد نشأت منذ ماركس، وهو الأمر الذي دفع أنجلس بعد وفاة ماركس إلى محاولة التوضيح والتمييز. وكان في أساس الإشكالية موقع الاقتصاد في مجمل الماركسية. ونحن هنا نلمس إشكالية أخرى حكمت الماركسية، سابقة للإشكالية التي حكمتها بعد انتصار (الماركسية السوفيتية). فقد أشار أنجلس على قول ماركس المتكرر دائماً: أبلغوا هؤلاء أنني لست ماركسياً، حينما لمس الميل نحو الاقتصادوية في الماركسية. لقد دخل في نقاش طويل لتوضيح موقع الاقتصاد في مجمل التكوين الماركسي (البنية الماركسية)، ولجأ إلى التأكيد على أن الاقتصاد هو المحدد في التحليل الأخير، ولكنه ليس المحدِّد وحده. وهذه فكرة هامة وحاسمة وأعتقد أنها مدخل السؤال ما الماركسية. فأنجلز يشير إلى دور الوعي والسياسة والأخلاق والثقافة في الصيرورة الواقعية، ولا يكتفي بالتأكيد على دور الاقتصاد. ولكنه يقول أن الاقتصاد هو المحدِّد في التحليل الأخير بمعنى أن الماركسية تنطلق من كل ذلك وليس من الاقتصاد وحده، رغم أنه المحدِّد في التحليل الأخير.
لذا يصبح طرح السؤال ما الماركسية ذو أهمية وله معنى. فنحن هنا أما هدف يتمثل في تحديد مسافة بين الماركسية السوفيتية، التي أسماها ستالين وعممتها الماركسية السوفيتية ذاتها، بـ(الماركسية اللينينية)، وبين ماركسية ماركس أنجلس وآخرين. كما نحن أمام هدف تحديد ماهية ماركسية ماركس بالذات وماذا أضاف ماركس. وربما هذا المدخل هو الذي يجعلنا نحدد ما الماركسية، لأن إضافة ماركس هي الحاسمة، والتي أسست معلماً مثّل اتجاهاً فكرياً أسمي بالماركسية، وربط جملة مفاهيم بماركس. فماذا أضاف ماركس؟ البحث في الاقتصاد كان قد بدأ فأصبح رائجاً قبل ماركس، من آدم سمث إلى ريكاردو إلى آخرين. فما الذي جعله يتسمّى بماركس؟ لقد نقد ماركس الاقتصاد السياسي، الذي كان إنجليزياً نتيجة اهتمام الإنجليز بهذا البحث تحديداً، وتوصل إلى قوانين أصبحت جزءاً من علم الاقتصاد، حتى غير الماركسي. وبدا نتيجة تركيز ماركس على الاقتصاد بأن الماركسية تساوي الاقتصاد، فاختزلت في قوانين مبسّطة. ومن هنا نشأ التصور القائل بنظرية الانعكاس، بمعنى أن الوعي هو انعكاس الواقع، وبالتالي فالاقتصاد أولاً ومن ثم يأتي الوعي. والحركة الاقتصادية أولاً ومن ثمَّ تأتي الحركة السياسية والاجتماعية العامة. لكن كيف توصّل ماركس إلى نظريته حول فائض القيمة ورؤيته لتشكل النمط الرأسمالي؟ والبحث في الاشتراكية وصراع الطبقات سبق ماركس، من الاشتراكية الطوباوية إلى مجمل الاشتراكية التي نقدها ماركس في البيان الشيوعي. فما الذي حوّل الاشتراكية من طوباوية إلى علم؟ وبالأساس ما الذي جعل ماركس يقول بنهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية؟ ـ فالفلسفة هي بحث في التجريد ووصلت مع هيغل إلى شكلها الأكمل حيث بلور الجدل، وحين أوقف ماركس هيغل على قدميه كما يقول هو، أنهى الفلسفة الكلاسيكية الألمانية كلها، وأسس لتحول الفلسفة إلى أداة تحليل أو منهجية أو طريقة في التفكير، وأقصد هنا الجدل، ليسمى مع ماركس الجدل المادي. لهذا بدأ ماركس كتاب رأس المال بتوضيح هذه المسألة بالذات. فالمقدمة تشير إلى علاقته بهيغل حيث يؤكد فيها أنه أوقف هيغل على قدميه. والجزء الأول من رأس المال يحاكي طريقة هيغل.
(وهذا يوضح الرابط الذي أريد أن أشير إليه منذ البدء، بين الجدل ومجمل المفاهيم والتصورات التي طرحها ماركس، فماركس لم يستطع أن يصل إلى قانون فائض القيمة أو يحلل النمط الرأسمالي، دون أن يمتلك الجدل. وبالتالي دون أن يخلّص الجدل الهيغلي من مثاليته، ويحّوله إلى جدل مادي. حيث عبره استطاع أن يحلل التكوين الرأسمالي ويسير خلف الفكرة التي كان الاقتصاد السياسي قد بدأها حول البحث في فائض القيمة أو الربح ليصل إلى النتيجة التي وصل إليها. وهو عبر ذلك أيضاً استطاع أن يدرس الميل البشري للعدالة وتأسيس يوتوبيا، وأن يربطها بالسيرورة الواقعية، ليطرح ملامح لانتقال البشرية إلى تكوين جديد، اطلق عليه اسم الاشتراكية.
(من هنا اعتقد أن البحث في الماركسية يجب أن يبتدىء من البحث في الجدل المادي. ولاشك أن هذه مسألة فلسفية كبيرة، تحتاج إلى دراسة وبحث معمق، ولكننا لا نستطيع أن نؤسس رؤية للواقع، وفهماً لصيرورته، وفهماً للمستقبل، دون أن نصل إلى هذه النقطة بالذات، أو دون أن يصبح الجدل هو الطريق التي تحكم نشاطنا الذهني في فهم الواقع.
(طبعاً هناك من يعتقد أن الماركسية هي ايديولوجيا الطبقة العاملة(2)، ولا أعتقد أن ما قلته يتنافى مع ذلك، لأن تأسيس رؤية أو وعي لطبقة معينة هي الطبقة العاملة في صراعها من أجل انتصارها، يفترض الاستناد إلى الرؤية الماركسية. وهنا نستطيع التمييز بين الماركسية كأداة للمعرفة، وبالتالي يكون الجدل في عمقها، وبين الماركسية كأيديولوجيا تعبر عن مصالح طبقة محددة في ظرف معين ولحظة معينة. وبالتالي انطلاقاً من الجدل المادي الذي يسمح لنا بفهم الواقع نستطيع أن نؤسس التصورات التي تعبر عن هذه الطبقة في صيرورتها، والذي يسمح لأن يؤسس وعيها بما يجعلها قوة فاعلة في المجتمع.
(من هذا المنطلق اعتقد أننا بحاجة إلى العودة إلى الماركسية. العودة إلى ماركس أصلاً. أن نعي ما هي الماركسية. أن نعرف ما هو الجدل المادي. وهذا يجعلنا نتجاوز الفهم الذي ساد في السابق والذي ارتبط بالماركسية السوفيتية، التي عملت على تحويل الجدل إلى لحظة تأمل ذهني (إذا تكلمنا بالمعنى النظري)، وإلى كتابات نافلة إذا حاولنا أن نعبر بالمعنى العامي، عبر تأسيس منظومة تجعل الجدل خارج فعله.
(من هذا المنطلق اعتبر أن الجدل هو الأساس، وأعتقد أن ماركس استناداً إليه توصل إلى قوانين وافتراضات أصبحت مكلمة لهذا المنهج، أو أصبحت جزءاً منه، وأنا هنا لا أنفي أن في الماركسية قوانين علمية (مثل فضل القيمة، البنية التحتية والبنية الفوقية، تقسيم المجتمع إلى بنى اقتصادية اجتماعية سياسية، مفهوم نمط الإنتاج، طبيعة السلطة) . لكن مجمل هذه المنظومات لا يمكن أن تصبح أداة تحليل إلا عبر ربطها بالجدل، فحين أكدت بأن أنجلز حاول أن يربط بين الاقتصاد وبين مجمل المستويات الأخرى في المجتمع، حاولت أن أشير إلى هذه المسألة بالذات. فالجدل يفعل عبر تفاعل كل هذه المستويات. وعبرها كلها نستطيع فهم حركة المجتمع، وليست عبر التركيز على عنصر فيها أو إهمال عنصر آخر.
لهذا حين يطرح السؤال:
ما الذي تبقى من الماركسية؟ أجيب بأن السؤال:
ما الماركسية؟ كان يجيب على هذا السؤال: أعتقد أن الذي تبقى من الماركسية هو الماركسية. ولكن عن أية ماركسية نتحدث؟ هذا السؤال سألته منذ أواسط الثمانينات، وحاولت أن أجيب عليه. وأعتقد أن جوهر ما حاولت قوله سابقاً هو الإجابة على هذا السؤال. فأنا أعتقد أن الماركسية هي في الأساس منهجية في التحليل، هو الجدل المادي. لهذا حاولت أن أشير إلى أن البحث في الاقتصاد، تصور ماركس في الاشتراكية، الصراعات الطبقية، كلها تبلورت عندما مسك ماركس بمنهجية هيغل (الجدل)، وعمل على تحويله من الجدل القائم على الفكرة، إلى الجدل المادي. حركة الصيرورة الواقعية هي التي أعطت الجدل الهيغلي طابعه المثالي لأن هيغل كان يعتبرها نتاج الفكرة. وهنا أعتقد أن ذلك هو الذي يحدّد معنى الكلمة التي قالها ماركس في أنه أوقف هيغل على قدميه، حيث أن ماركس انطلق من الصيرورة الواقعية. لهذا مدح ماركس هيغل وقدّره تقديراً عالياً. لهذا أعتقد أن فهم الماركسية يستند إلى فهم الفكر الحديث، وخصوصاً هيغل لأنها نتاج هذا الفكر، وهي تطوير له، لكنه تطوير يتضمن هذا الفكر.
وحينما أحدد أن الماركسية هي الجدل، أعتقد أن الجدل المادي تبلور مع ماركس وبالتالي فإن نقله نوعية في الفكر البشري كانت قد تحققت. وهنا يجب أن ندرس صيرورة تطور الفلسفة منذ نشوئها، وكيف أنا في هذه اللحظة فقط أصبحت فكراً مادياً. وفي هذه اللحظة تبلور منهج جديد يتجاوز منطق أرسطو الذي حكم العقل البشري منذ أرسطو إلى هيغل، وأسس لأن يصبح هناك آلية في البحث مختلفة عما كان سائداً. هذه المنهجية هي التي أسست كل تصورات الماركسية، هي التي أسست الماركسية.
ومن هنا نستطيع أن نقول أن ماركس وضع حجر الزاوية كما قال لينين ذات يوم، ولم يبحث في كل شيء ولم يجب على كل شيء، ولم يكن قادراً على أن يكون دقيقاً عندما يجيب على بعض الأشياء.
فالماركسية من هذه الزاوية هي طريقة البحث التي أتت مع ماركس، والتي أسميت الجدل المادي. وهذه باقية مادام العلم لم يتجاوزها. وهنا أعتقد أن التطور العلمي التالي (وربما كان هذا بحاجة لبحث عميق) أكد هذه المنهجية ولم ينفها، ولم أجد في البحث العلمي ما ينفي الصيرورة بمعناها الذي طرح منذ ماركس، وربما يكون قد عزز بعض جوانبها. لينين حاول مثلاً أن يناقش بعض الاتجاهات العملية التي نشأت في بداية القرن العشرين مع نشوء نسبية أنشتاين. أنجلز قبل ذلك أيضاً حاول أن يناقش وأن يبلور المنهجية الماركسية مع نشوء تصورات علمية بدت أنها تنفي الماركسية، ويستطيع كل من يعتقد أن في التطور العلمي ما ينفي الصيرورة بمعناها الماركسي أن يطرح ذلك. ولم ألحظ في متابعاتي إلى الآن من شكك في الجدل المادي. هناك إضافات، توسيعات، نعم. هناك فائدة كبيرة يمكن أن نستفيد منها من البحوث العلمية في فهم الجدل، نعم. ولكن لازال الجدل المادي هو المنهجية التي تحكم التطور، وهو المنهجية العلمية، لهذا لا نلمس أن في البحث الفلسفي الحديث من حاول أن يؤسس منهجية أخرى، عدا المنهجية الوضعية التي أدت إلى التفكيكية وإلى نشوء التخصّص، وبالتالي تفكك البحث، وتجاوزه لطابعه الشمولي إلى الجزئي عبر البحث في كل فرع منفرداً وهذه الفروع كلها استفادت من الماركسية، و«سرقت» منها، عدا ذلك لم تتأسس منهجية أخرى مع الإشارة إلى أن هذه المنهجيات هي منهجيات جزئية، تخصصية، وليست منهجية شاملة (عامة).
هذه المنهجية أعتقد إنها إذاً لازالت تحكم البحث الماركسي، وهي المنهجية العلمية الوحيدة حسب ما أعتقد، لأنها بالأساس تقوم على تحليل الصيرورة ذاتها، تنطلق من فهم الملموس، صيروراته، تناقضاته، حركته، ولا تنطلق من بحث المجرد.
(الآن حينما نقول أن الماركسية هي هذا، فإننا نتناول الماركسيات الأخرى من زاوية تكييف الماركسية في إطار ظرف معين، لأن الماركسية بمعناها المجرد تتحول إلى وعي بشري في لحظة معينة وهو ما يسمى الأيديولوجيا، وهذا يؤسس لنشوء «ماركسيات»
وبالتالي هنا يمكن أن نلحظ أن الفكر نفسه حين يلامس الواقع يختلط بالوعي الواقعي، وبالمصالح الواقعية. وهذا ما أردت الإشارة إليه في البداية، حيث أردت أن أقول أن هذه الماركسية التي كانت سائدة كانت تعبر عن مصالح فئات حكمت الاتحاد السوفيتي، ولم أكن أهدف إلى القول أن المشكلة كانت في التجربة وليس في النظرية، لأنه في إطار النظرية نفسها كانت هناك خلافات، بمعنى خلافات حول موقع الجدل المادي في هذه النظرية، هل الجدل المادي هو محورها أم أن البحث في الاقتصاد هو أساسها وباقي البحوث هي مكملة لهذا البحث؟ في التجربة الاشتراكية تهمّش الجدل المادي، وبالتالي تلاشت فاعلية الماركسية، وانتهى طابعها النقدي، وأصبحنا إزاء ايديولوجيا، يجب أن تعامل كأيديولوجيا، وإن كانت قد تضمنت بعضاً من المفاهيم الماركسية، وحاولت تحقيق بعض أهدافها كذلك. ولهذا أشرت إلى تجاوز هذه «الايديولوجيا» والعودة إلى ماركس، أي إلى الجدل المادي.

هوامش
1) حينما أشرت إلى الماركسية السوفيتية قلت أنها تبلورت في أواسط الثلاثينات، وأشرت أن ستالين أعطاها تعبير الماركسية اللينينية. وهنا حاولت أن أوضح أنني أتحدث عن الماركسية التي تبلورت فيما بعد لينين في إطار تبلور فئة مسيطرة في الإتحاد السوفيتي. هذا لا يعني أن تصور لينين كان تصوراً صحيحاً بالمطلق، ولكن تصور لينين انبنى على تحقيق الثورة الاشتراكية في روسيا وتوفي لينين قبل أن تتبلور رؤية للفئة المسيطرة الجديدة، وهي المرحلة التي قادها ستالين منذ أواسط العشرينات وحتى أواسط الثلاثينات، حين قام بتصفية قيادة الحزب وأعاد بناء المفاهيم وأعاد بناء الحزب والمجتمع وفق رؤية معينة، تختلف عن لينين وتختلف عن الماركسية في حدود وتتفق معها من حدود، بمعنى أن هذه الفئة التي وصلت إلى السلطة أصبحت معنية بأن تعبر عن مصالحها الجديدة وليس عن مصالح المجتمع، وعن مصالح الطبقة العاملة كما كان الأمر قبل ذلك، فصاغت الماركسية في إطارات جعلتها تتنافى مع الماركسية في الجوهر وحين أنطلق من الجدل المادي أعتقد أن الماركسية السوفيتية عملت على نفي الجدل المادي، أي أن الماركسية لم تعد بالنسبة إليها قوة تغيير، بل أصبحت قوة دفاع عن وضع مستقر. ومن هذا المنطلق بدأت تنتج التصورات التي يسمح بأن تتحول هذه الصيغة من الحكم ومن الهيمنة الطبقية إلى صيغة ماركسية مثالية للاشتراكية، وهذه الصيغة هي التي وصلتنا وانتشرت عندنا، وأيضاً حاولت توضيح أن الماركسية هي هذه التصورات التي صيغت في موضوعات أسميت الجدلية المادية والتاريخية والاقتصاد السياسي والاشتراكية العلمية، ليصبح الجدل المادي صيغة تأملية ليس له علاقة بفهم الواقع، لأن الواقع يفهم إما عبر المادية التاريخية أو عبر الاقتصاد السياسي أو عبر الاشتراكية العلمية.
كما أن الجدل المادي كما طرح عانى من مشكلات عميقة، فستالين أسقط مثلاً مفهوم نفي النفي وهذه واضحة في كتابه المادية الجدلية والمادية التاريخية، لأنه لا يريد أن يقول أن هذا النظام الذي قام يمكن أن ينفى وبالتالي أصبحت المشكلة مشكلة تراكم كمي، فاعتبر أن الاشتراكية مطلقة إلى الأبد وتنمو بشكل مضطرد ولا تعاني من أزمات ومشكلات ويمكن أن تنهار. هذا الجانب هو الذي أعتقد أن النقد يجب أن يوجه إليه لأنه كان يعيد صياغة الماركسية خارج الماركسية، ولتتحول إلى نص مقدس، نص يقاس الواقع به أما لينين فأعتقد أنه أسهم في الماركسية وحاول أن يفهمها، ومن القلائل الذين حاولوا أن يفهموها كونها الجدل المادي.
ومن يقرأ لينين يلاحظ إصراره على أن الماركسية هي الديالكتيك وأن من لا يفهم الديالكتيك لا يستطيع أن يكون ماركسياً حقيقياً، من هذه الزاوية جاء حكمه على بلخانوف وبوخارين وكاوتسكي وعلى آخرين، وكان دائماً ينطلق من رؤيته للآراء الماركسية الأخرى من هذه الزاوية. ونلاحظ أن غرامشي أيضاً انطلق من هذه الزاوية وهو يحاكم الماركسيين الآخرين، وهو أيضاً يحاول أن يفهم الواقع. فهذا ما بقي من الماركسية، الماركسية ذاتها ولكن ليست الكتابات السوفيتية وليست التصورات التي تبلورت مع آخرين.
2) هذه الفكرة طرحها ماركس. حيث أن الماركسية عبر تحليلها للواقع وصلت إلى نتيجة تقوم على حل ما لإلغاء التناقضات يستند إلى إلغاء الملكية الخاصة. وهذه الفكرة بالتحديد تتوافق مع مصالح الطبقة العاملة فهي لا تملك.
وبالتالي من هذه الزاوية ربط ماركس الماركسية بالطبقة العاملة وحاول أن يبلور تصوراً يطابق مصالح الطبقة العاملة وأهدافها. هنا يمكن أن نطرح أولاً هل هذا التصور لازال صحيحاً؟ وهذا يفرض علينا أن نناقش وضع الطبقة العاملة في أوروبا الآن، هل بقي كما هو أم أنه قد تطور؟ وبالتالي يجب أن ننطلق من الراهن لإعادة بناء التصورات وطرح الأفق الذي يناسب هذا الواقع الجديد. في أوروبا أعتقد أن وضع الطبقة العاملة تطور، ولكن هل مفهوم الطبقة العاملة انتهى؟ لاشك أن نقاشات واسعة بدأت منذ السبعينات، مثلاً حول دور النشاط الذهني، خصوصاً أن الصراع تطور إلى مرحلة جديدة. هذه مسألة لم تحسم في أوروبا حتى الآن. وهناك اتجاهات تعتبر أن الطبقة العاملة مازالت بمعناها القديم وهناك من اعتبر أن كل ذي أجر هو جزء من الطبقة العاملة.
وبالتالي يمكن الآن أن تناقش الماركسية هذا الموضوع لتصل إلى استنتاجات، وبالتالي أن تبلور تصوراً يعبر عن وضع الطبقة العاملة الأوروبية في هذا الوقت بالذات. وهنا المسألة الأساسية في الماركسية، حيث إنها لا تعطي تصوراً مطلقاً لمصالح طبقات دون أن ترى صيرورة الواقع. لهذا حاول ماركس أن يغير في رؤيته حاول أن يطرح تصورات الطبقة العاملة ثم أن يتجاوزها لرؤى أخرى وفق الصيرورة الواقعية، وتحوّل وضع الطبقة العاملة.
المشكلة التي نشأت في العالم هي أن هذه التصورات أصبحت وكأنها مطلقة، وأصبحت تحكم الصيرورة الواقعية.من هذا المنطلق لم يعد هناك ضرورة للبحث في الواقع لنحدد الآن ما هو وضع هذه الطبقة؟ ما هي مشاكلها؟ ماذا نطرح لكي نعبر عنها؟ وبالأساس غاب البحث في وضع الأمم المخلّفة، ووضع الطبقة العاملة فيها.

Publicité
Publicité
1 2 3 4 > >>
amchum
Publicité
Publicité