Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
amchum
6 décembre 2006

ترجمة: هاني مشتاق لكي تنال حركة ما القوة وتخلق

ترجمة: هاني مشتاق

لكي تنال حركة ما القوة وتخلق مجتمعا جديدا وهذا ما نعمل جميعا على تحقيقه في نهاية المطاف فان التصور السياسي الى جانب الذاكرة التاريخية هما امران حيويان في كل منعطف ولكثير من التقدميين واليساريين، من ناحية اخرى، ومع الاخذ بالحسبان وضع امتنا السياسي الحالي، قد لا تبدو هذه اللحظة مؤاتية للحلم والتخيل.
وبالرغم من كل ما قيل وجرى، وعلى امتداد الخمس والعشرين سنة الماضية، كنا نقف على امتداد الخمس والعشرين سنة الماضية كنا نقف على اعقاب اقدامنا بالكاد نجد لحظة لاستخدام عقولنا بصفاء قبل ان ينفجر الشخص الاخر بفعل اعدائنا الطبقيين الاقوياء. وفي مثل هذه الظروف، فان رد الفعل الطبيعي هو التملص والمراوغة واتخاذ موقف دفاعي، وقفل وحبس قدراتنا الابداعية وتخيلاتنا. ولكن هذا خطأ، وسأخبركم لماذا.
خلال تعزيزها لمواقفها الاقتصادية والسياسية، فان امبريالية الولايات المتحدة المفرطة في عدوانيتها تجتذب نحو قطارها قوى معارضة جديدة وقوية، وكثير من هذه القوى- ليس فقط الشباب المعادين للعولمة- بدأ في التفكير بمستوى منظم من التحليل.

وباعتراف الجميع فان هذه القوى لم تعتنق او تقبل بعد الاشتراكية لكنها تتخيل مجتمعا بدون حرمان وقمع وقلق وضغوط وقلاقل واستغلاليين جشعين وهي ميزات تمثل شعارا للنظام الرأسمالي القائم حاليا وتكمن في بنيته وهي تتطلع الى مستقبل يحقق الامن المادي والاحساس بالمجتمع، وتتوق الى ميلاد جديد للحرية، وتشتهي حياة بهيجة، ان هذه القوى تريد رؤية فردوس صغير على الارض.

هذا البناء من الاحساس، لا يترجم فجأة وفي وقت واحد، الى حشد جماهيري يسعى الى الاشتراكية وفي الواقع يمكن ان يكون لهذا وبسهولة مجرد شكل من القاعدة الجماهيرية لرد الفعل السياسي كما رأينا، ولكن الطريق للاستجابة له لا تكون في ان نخفي انفسنا بعيدا وسط التشكيلات اليسارية التي انسلخت عن التنظيمات الرئيسة للطبقة العاملة والجماهير وأصبحت تتعامل كالصم حيال القوى الطبقية المحركة والنضالات الديمقراطية الفعلية.

وكان بالاحرى ان تكون مهمتنا الالتصاق بالملايين للدفاع عن الديمقراطية وتوسيعها وفي غضون هذه النضالات نرسم معا ونتقاسم رؤية عالم مختلف يطلق المحتوى النوعي لحدود وتحولات معنى الحرية.

الاشتراكية والقيم

لابد وان تكون رؤيتنا وان تعطي شكلا من خلال مجموعة من القيم المعيارية ومن اكثر هذه القيم اهمية التضامن الاجتماعي والمساواة واللاعنف والديمقراطية واحترام الاختلاف والحرية الفردية والخلاص من العبودية والاضطهاد والقدرة على البقاء، والأممية.

هذه القيم يجب ان تشكل الثقافة ولغة الخطابة وعمليات صنع القرار في المجتمع الاشتراكي. وبينما يمكن ادراك هذه القيم فقط مع الوقت، يجب ان تبقى في المقدمة في كل مرحلة من مراحل المشروع الاشتراكي ويجب ان تحدد الوسائل الى جانب النهايات للتطور الاشتراكي .

ومن ناحية ثانية، هناك نزعة في الحركة الشيوعية لرؤية هذه القيم بشكل آلي.. وباسم محاربة العدو الطبقي وبناء الاشتراكية، اصبحت المعايير والمبادئ والأخلاقية والشرعية والقيم الاشتراكية قابلة وبسهولة جدا للاستهلاك.

وأود ان أظن بأننا تعلمنا بعض الدروس في هذا المجال. احد هذه الدروس اننا لا نستطيع ان نكون متعجرفين حول القيم التي يجب ان توجه مشروعنا واذا كانت قيمنا لا تقوي وتحيي العملية الثورية، واذا كانت وسائل طرق البناء الاشتراكي ليست انعكاسا للقيم الاشتراكية عندها ستكون الروح والبنى الاشتراكية مشوهة وممسوخة وستتخلى الاشتراكية عن اكثر ميزاتها - جاذبية وسحرا- انسانيتها وسلطتها المعنوية. والتي ان فقدت يوما، فمن الصعوبة استعادتها.


من هم الفاعلون في التحول الى الاشتراكية؟

الامر الاساسي بالنسبة لتصورنا السياسي هو رؤية القوى الطبقية والاجتماعية التي يجب ان تحشد للفوز بالقوة السياسية والبدء بعملية البناء الاشتراكي. ومن وجهة نظري، يأتي في مركز هذا الحشد، الطبقة العاملة متعددة الاعراق ومتعددة القوميات ومن الذكور والاناث ومتعددة الاجيال والى هذا اقرن الجاليات المضطهدة قوميا وعرقيا، والنساء والشباب. هذه القوى الاجتماعية مجتمعة هي – ما أدعوه- "الانصار المركزيين" لتحالف جماهيري اعرض بقدر ما هي مشاركتهم في هذا التحالف متطلب استراتيجي في كل مرحلة من مراحل النضال بما فيها المرحلة الاشتراكية ونزع أي من هذه القوى من المزيج يجعل من احتمالات الفوز ليست ببساطة باهتة جدا وانما هالكة.

حول هذا المركز تتجمع حركات اجتماعية متنوعة اخرى تدفعها مصالحها وقضاياها للنضال وللتحالف مع هؤلاء "الانصار المركزيين" وفي الوقت الذي اقاوم فيه الفكرة التي تقول بان الطبقة العاملة بمفردها قادرة على اركاع اعدائها الطبقيين، فإنني لا أقلل من القوة الاجتماعية الاستراتيجية للطبقة العاملة، لانها وبسبب موقعها الاقتصادي وقدراتها السياسية وخبرتها التاريخية تقف في موقع ممتاز، بالرغم من ان هذا ليس محتما، لكي تبرز كقائد عام للحركة الديمقراطية العريضة والمفهوم ضمنيا من هذا الفكرة العامة التي تقول بأنه لا يوجد طريق مباشر او ممهد للاشتراكية، او "يوما ثوريا عظيما" ينهار عليه الاقتصاد، العمال يثورون ويقبضون على السلطة، يتم تدمير الدولة والاقتصاد والمجتمع المدني، ومن ثم يعاد البناء من القمة الى القاعدة بضربة مدمرة واحدة وتنبثق الاشتراكية مكتملة النمو، مثلما انطلقت اثينا من رأس الإله زيوس، ربما تظن ان هذا الكلام هو تشويه مبالغ فيه حتى ان ليكاد يبدو وكأنه صورة كاريكاتورية، ولكن مثل هذه الافكار لديها على الدوام بعض الرواج في الحركة الشيوعية واليسارية.

الرؤية الاخرى للعملية الثورية والتي اعتنقها واقبلها هي ان النضال من اجل الاشتراكية يسير عبر مراحل مختلفة يتم خلالها تغيير صورة القوى الطبقية والاجتماعية المكافحة. وهذا بدوره يتطلب سياسات واشكال استراتيجية جديدة للتحول، لكي تتواءم مع الاصطفاف الجديد للقوى، ومع المستوى الجديد للوعي السياسي الجماهيري، وستخلي فترات التقدم مكانها لفترات التراجع والعكس بالعكس والتحالفات المتغيرة ستشكل ويعاد تشكيلها مع كل طرف يناضل من اجل تحويل التحالفات المؤقتة الى تحالفات مستقرة وستتفاعل الاشكال الانتخابية والتشريعية للنضال مع الاشكال المختلفة للعمل الجماهيري خارج نطاق العمل البرلماني ولفترة من الزمن لا يوجد هناك طبقة مسيطرة والتحكم في فروع الحكومة موضع ارتياب وغير محدد مع كل كتلة قوية تحاول القبض على المبادرة والكثير يعتمد على الانصهار في بنى الاكراه والركود في الدوائر الحاكمة، ان لم تنقسم وحتى عندما تحدث الانفجارات السياسية فأنها لا تكون كاملة ولا يتعذر الغاؤها في الواقع ففي اليوم التالي لانتقال السلطة، فان الحياة الاجتماعية- الاقتصادية ستبدو مشابهة كثيرا لما كانت عليه في اليوم الذي سبق التحول، وعليه، الثورات ليست احداث احادية او عمل احادي لكنها سلسلة من الاحداث والعمليات التي تمتد على مساحة من الزمن وتشمل الذين استغلوا واضطهدوا قبل وأثناء وطويلا بعد التحول الثوري. كما ان الثورات ليست تقليدية، انها تقدم بعض القواعد التنظيمية ولكن فقط في اكثر المعاني عمومية. نعم، على السلطة السياسية ان تنتقل من بين ايادي طبقة معينة الى ايادي طبقة اخرى- وهذا قانون اساسي للثورات. بالطبع هناك تحولات اقتصادية ستحدث.

والثورة بمعنى الحرية والثقافة والقيم هي ضرورة مطلقة وأساسية. لكن كل هذا يمكن ان يحدث بطرق متنوعة فمثلا، سرعة ومعيار التحولات الاجتماعية- الاقتصادية والثقافية سيتفاوتان معتمدين الى حد كبير على الوعي الجماهيري والمهارات القيادية للقوى الثورية والظروف الموضوعية. وكنت في يوم من ايام حياتي احمل وجهة النظر التي تقول بان الحركة سوف تضيق لان الاشتراكية ظهرت للعيان لكنني الان احمل رأيا معارضا فالاشتراكية يجب ان تكون ثوران اجتماعي جماهير لكل الناقمين ولكل الحركات الاجتماعية المختلفة. وسيحضر البعض معه افكاراً رجعية والكثيرون سيكونون قادمين جدد الى السياسة.

وعليه، فان النضال من اجل الاشتراكية ليس مجرد مشروع لليسار، ولا بد ان يكون المشروع الذي يعمق الصفة الجماهيرية ويعمقها ثانية ويستمر في تعميقها في مرحلة من مراحل العملية وبدون هكذا صفة ستبقى الاشتراكية في تصورنا وخيالنا.

وفي البحث عن اشكال الانتقال الى الاشتراكية، ومع الاخذ في الحسبان مهماتها الرئيسة في بلادنا يجب ان نكون انصارا غير مرتبكين او خجولين لطريقنا الوطني الخاص. بالطبع، علينا ان ندرس تجارب البلدان الاخرى، ولكن لا يوجد هناك نماذج عالمية او جامعة للاشتراكية وفي الواقع، لو كنت سأكتب كتابا عن طريقنا للاشتراكية، فإني لن اجعل من الصفات الفريدة والخاصة ببلادنا مجرد اضافة ولكن على العكس سأجعلها الصبغة العامة الرئيسة، فمثلا لو اخذنا بالحسبان تقاليدنا الديمقراطية او الطريقة التي شكل العرق من خلالها بنية السياسات وعلم الاقتصاد والثقافة والوعي والمسار التاريخي لدولتنا فان نظرتنا للاشتراكية يجب ان تتضمن التزاما صارما بتوسيع الديمقراطية الى جانب اكمال المهمات الديمقراطية غير المنجزة والتي سنرثها بدءاً باستئصال التمييز العنصري بكافة اشكاله او تقليل من اهمية الديمقراطية، او الحرب ضد التمييز العنصري، مهما بلغت تفاهة هذا التقليل، فانه سيبقى الحركة الاشتراكية في المحيط السياسي.

ويجب علينا ان نتوقع احزابا وحركات متعددة ستقود الملايين الذين لم يعودوا "على استعداد للعيش في ظل الطريقة القديمة". وفي مثل هكذا جبهة، فان الاحزاب والحركات ستتعاون كما انها ستتنافس على سلسلة من القضايا ومن اجل التأثير الجماهيري، ولكن من المأمول ان تكون النبرة تؤكد على التعاون والوحدة وبوضوح وجلاء، على الحركة من اجل الاشتراكية ان تنشد الطريق السلمي، خاصة في هذا العصر.

في النهاية اننا نطالب فقط بان يتاح للشعب الامريكي بملايينه بان يكون الحكم النهائي، الصفة الاجتماعية- الاقتصادية لبلادنا. وبالطبع فان الطبقة الحاكمة لدينا بعيدة عن الروح غير المتحيزة وغير الدنيئة وبالتالي فان افضل ضمانة للانتقال السلمي هو الشعب اليقظ والمعبأ والموحد والمصمم. ومن خلال نفس الصفة المميزة، على اليسار ان يلتفت الى رغبات جمهور الناخبين ايضا، بما في ذلك احتمالات الازاحة من السلطة بواسطة غالبية الناخبين.

اليوم التالي

وجهة النظر التقليدية للحركة الشيوعية كانت تلك التي برزت بعد ان فازت القوى الثورية بالسلطة السياسية، وفترة الاندماج سوف تكون وجيزة نسبيا وسوف تبرز نماذج جديدة من السلطة الشعبية لتحل محل مؤسساتنا السياسية الفاسدة والميؤوس منها. وقد افترضنا ايضا ان الدولة سوف تحرز وظائف اكثر وتبسط سلطتها الى مجالات جديدة في الحياة الاجتماعية والثقافية والمدنية، بما في ذلك السيطرة على وسائل الاعلام، الجماهيرية وهناك افتراض ثالث يتعلق بعلاقات السوق التي سوف تختفي سريعا لتعطي الطريق للتخطيط المركزي والاقتصاد الخاضع كلية للملكية الجماعية. وأخيرا تكونت لدينا الفكرة القائلة: بان ملكية الدولة الاشتراكية سوف تكون سائدة ومهيمنة بوضوح، وفي آخر الامر تصبح النموذج الفريد للملكية.

هذه الفرضيات تتطلب العودة اليها ومراجعتها على ضوء التجربة والابحاث النظرية الجديدة. وأود هنا ان اتحول وبايجاز الى هذه المسائل. بداية لا اعتقد ان جماهير بلادنا ستوافق على تفكيك البنى السياسية القائمة حاليا والتي تجاوز وجودها 200 عام، كما انني لا اعتقد بأن هذه الجماهير ستتخلى عن شرعة او ميثاق الحقوق او عن الدستور او عن نظام المراجعات والتوازنات على قوى سياسية مركزة والاحتمال الاكبر ان الجماهير سترغب في تمديد وتعميق وتعديل هذه الامور على اساس الوعود التي لم تتحقق لديمقراطيتنا، ولرغبات ديمقراطية جديدة ولاحتياجات البناء الاشتراكي.

وفي نفس الوقت، اظن والتجربة التاريخية الاكثر اهمية سوف توحي وبقوة- بان مؤسسات شعبية جديدة ستبرز عند مكان ما في هذه العملية. وهناك الملايين في الوقت الحاضر يشعرون بأنهم ينفرون من الحكومة، وقرابة نصف الناس لا يشاركون في الانتخابات. والكثير من الناس يرون الحكومة منفصلة عن قضايا حياتهم اليومية حتى انها تمثل عقبة في وجه طموحاتهم. وللتغلب على ذلك فان حركة محفزة وسريعة النمو ستخلق على الارجح اشكالا مؤسساتية قادرة على جذب الملايين الى النضال وتحويل القوة السياسية الى الناس العاديين ومواقع العمل، او بكلمات اخرى، الاشتراكية ستمنح السلطة من قبل الجماهير وهي بدورها ستمكن وتفوض الجماهير.

ومع الاخذ في الاعتبار دور الدولة، فان التجربة في بلدان اشتراكية اخرى توحي بان الوظائف التي كنا في الماضي نفترض انها من اختصاص الدولة الاشتراكية قد يتم تنفيذها من قبل، اما منظمات غير حكومية او مستويات حكومية ادنى. اما السلطة الاتحادية فسوف يكون لديها دور مؤكد ولكني ايضا اعتقد بان علينا ان نبقي في اعتبارنا بان مثل هكذا سلطة هي بعيدة وليست في متناول جماهير الشعب الحقيقية الذين يفترض ان يكونوا مبدعي ومهندسي المجتمع الجديد.

بالنسبة للاقتصاد، القضية الرئيسة ليست فيما اذا كنا سنستخدم اليات السوق، ولكن القضية في الواقع، الى أي مدى وكم من الزمن سنستخدمها في الماضي، كان هناك ميل للاعتقاد بأن علاقات السوق سوف تختفي بين ليلة وضحاها.

انني لست مقتنعا بان هذا يمثل قراءة دقيقة وصحيحة للأدب الكلاسيكي او الدروس التي يجب ان نستخلصها من تجربة البناء الاشتراكي في القرن العشرين.

واستطيع ان اتوقع بان الاقتصاد سيكون مختلطا يجمع ما بين اشكال مختلفة من الملكية الاشتراكية والتعاونية الى جانب حيز – ضمن حدود واضحة- من المشروعات الخاصة. وفي الوقت الذي سيبدأ فيه التخطيط الديمقراطي في لعب دور في تنظيم الحياة الاقتصاد ومن الممكن ان تؤثر آليات السوق على قطاعات الاقتصاد المشترك لسنوات اطول مما كنت اعتقد قبل سنوات.

وفي نفس الوقت، سوف اتخيل دخلا مضمونا وامتيازات بعض قطاعات الاقتصاد مثل الرعاية الصحية والطعام والتغذية والتعليم ورعاية الاطفال والمسنين وهلمجرا. وبكلمات اخرى، ان تكاليف اعادة انتاج قوة العمل ستتكيف قدر الامكان وفقاً للحاجات الاجتماعية. الميزانية الاتحادية سوف يجري عليها اصلاح شامل وأولوياتها ستتغير بسرعة والاقتصاد سوف تتم ابعاد النزعة العسكرية عنه وتعاد هيكلته وسوف يتم انشاء صندوق اجتماعي للتعويض في حالة الاضطهاد العنصري والتمييز العنصري القائم على الجنس وغير ذلك من مظاهر الظلم. وتضييق الفوارق الاقتصادية ستكون الهدف الاسمى للمجتمع الاشتراكي وسوف تبدأ اشكال صنع القرار القائم على المشاركة مع موقع العمل والمجتمع الى الاعلى..

احدى المهمات الاكثر تعقيدا في المجتمع الاشتراكي ستكون تحقيق الاقتصاد المستدام واستناداً الى علماء الاقتصاد والبيئة الماركسيين ان هذا الاقتصاد يتطلب تغييرات رئيسة في اساليب انتاجنا وفي نماذج استهلاكنا.

ومن الصعب تخيل كيف يمكن لهذا التحدي هذا فضلا عن التحديات الاخرى، مثل التغلب على الظلم العنصري والقائم على اساس الجنس والإخضاع للسلطة المدنية بدل العسكرية ومنح المدن والقرى حياة جديدة وهلمجرا، ان يعالج بنجاح بدون التخطيط ويمكن لآليات السوق ان تلعب دورا مفيدا في تنسيق الاقتصاد كما قلت، ولكن اعادة توجيه الاقتصاد في موازاة خطوط جوهرية جديدة تتطلب عملية مخططة على كل مستوى.

والتحدي النهائي في صبيحة الثورة يتمثل في اعادة تصور دور امتنا على المستوى العالمي وبدون الذهاب الى التفصيل، اننا وعلى الفور سنزيل نظامنا كشرطي وكمستغل عالمي، وسنأخذ موقعنا الى جانب اعضاء المجتمع العالمي لآخرين، ولا نطالب بأية امتيازات خاصة وهناك الكثير الذي يستحق حبنا في بلادنا ولكن صورة المدينة الرابضة على هضبة مضيئة وتستخدم سيفها بغطرسة، يصيب الشعب الامريكي، الى جانب شعوب العالم بالضرر الهائل والشنيع والواقع انها اذا كانت تضيء على الجميع فلن يكون هذا بدرجة صغيرة لان نظامنا الامبريالي، وغالبا باستخدام القوة العسكرية والنفوذ المالي، بنى علاقات عالمية بين المركز الرأسمالي ومحيطه بحيث ان الثروة الفلكية في طرف تجتمع مع البؤس الذي لا يوصف في طرف اخر، هناك ثمانية ملايين انسان يموتون كل عام بسبب الفقر، وعشرة ملايين بسبب مرض الايدز، ومئات الملايين من البشر يعيشون في الاحياء الفقيرة تقريبا في كل قارة، ولابد من ان يتغير هذا الواقع لما فيه مصلحة الانسانية ولكن هذا لن يتحقق الا بعد ان نعيد بناء علاقاتنا مع المجتمع العالمي.

انني قصرت نفسي لليوم الذي يلي الثورة ولكن اطالة الاطار الزمني قليلا الى حد المستقبل يجلب تصورات وإمكانيات اضافية، التشرد والبطالة سوف يجتثان وسوف يتم تنظيف مكبات نفايات السموم وتحل مكانها الحدائق والملاعب وسوف تصبح اجواؤنا رزقاء وخالية من التلوث والمناطق المحيطة بنا تصبح مواقع للراحة والترفيه والثقافة ومساحات خضراء وسوف تمحق كل مظاهر القمع والظلم التي تخيف شعبنا.

وسوف يتم إخلاء السجون وفتح وتجريد الحدود من صفتها العسكرية والنساء تتلقى بانتظام جوائز نوبل في العلوم

والبنتاغون تقفل، وسيوف الحرب تتحول الى شفرات محراث لشق الارض. وأخيرا، وسيكون التطور الكامل للفرد هو الشرط لتطور الجميع .


Publicité
Publicité
Commentaires
amchum
Publicité
Publicité